Tuesday 7 December 2010

هي





لا تشغل حيزا كبيرا من الطريق , بجسدها الضئيل الملفوف بثوب أسود أحالت الأيام لونه
وخيوط الفضة المتبدية من تحت غطاء رأسها , تشارك عينيها الكليلتي البصر لمعة ابتسامة خالية من الاسنان

سنوات طوال حفرها الدهر أخاديدا علي وجهها الذي لم تفقده الهموم طيبته ..
سعي بائس وراء حياة تأمنها لسواها, هجر الأحبة الذي ربما قتل سواها
قسوة طرقات المدينة ... هدير تروس الحياة الدائرة بلا توقف
كل تجعيدة تروي جانبا من اسطورتها الخاصة

تصافح عيناها وجوه المارة - الذين هم قاطني الحي وبعض طلبة المدرسة الحكومية الموجودة به, فهو ليس من الاحياء النشطة- تكاد تعرفهم جميعا.. تتلقى نقود بعضهم القليلة, وتمنحهم مباركتها المشرقة ليومهم

تأفل مع الشمس , فلا تملك هي من الشحم او الدثار ما يقي عظامها الواهنة لسعات برد الليل
فيحرمني قصر نهار الشتاء بسمتها الطيبة, ودفء ملامسة يدها المرتعشة...