Friday 26 December 2008

أحب من الاخوان كل مواتي
وكل غضيض الطرف عن عثراتي

يوافقني في كل أمر أريده
ويحفظني حيا وبعد مماتي

فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته
لقاسمته ما لي من الحسنات

تصفحت اخواني فكان أقلهم
-علي كثرة الاخوان- أهل ثقاتي
الامام الشافعي

Saturday 20 December 2008

أغنية نارياما



أغنية نارياما , اسطوره يابانيه قديمه, كانت بدايه تجربه قصيره مع الادب الياباني
لماذا تذركتها بعد كل هذه المده - حتي ان تفاصيلها تبدو لي ضبابيه بعض الشيء- ؟, ربما لأن طائر الموت يحاول جاهدا هذه الأيام أن يعلمني ما لا أعرفه عنه ( ولتعذرني سيدة المرتفعات علي هذا الاقتباس).
لنعد لنارياما, ملخص الأسطوره - وأرجو ألا تخونني الذاكره كعادتها- , تأتي أغنيه ناراياما كل عام( في احتفال ما ) حاملة أسم من ناداه الجبل ( نارياما) لهذا العام , هو في الغالب من سقطت أسنانه من عجائز القريه, وعلي من ناداه الجبل أن يذهب طائعا , وقد يحمله أحد افراد عائلته في رحله لا يعود منها , والالتزام بهذه الرحله له قداسه دينيه. هو " حج" من نوع ما.
أما " الروايه القصيره" - ان صح التعبير - التي قرأتها وتناولت هذه الاسطوره ( للكاتب الياباني : ياسو أوكا شوتارووه) فقد عرضتها بشكل مختلف
فبطلتنا عجوز ذات صحه جيده, لم تسقط لها سن واحده , الأمر الذي جعل اسمها يتراجع الي اخر قائمه نارياما , واخر من كان ينتمي لجيلها - صديق زوحها الراحل - قد ناداه الجبل لهذا العام , ولم يبق من يعيد لها ذكري سنوات عمرها السعيده
وقبل مجيء أغنيه نارياما للعام التالي , كانت قد أسقطت اسنانها بالقوه ( كسرتهم بشيء ما , لست أذكر) لتتمكن من اللحاق بزوجها ورفاق عمرها الطويل
***********************
عدة مشاهد في تلك الروايه أستحقت أن أتوقف لديها لأذكرها طويلا فيما بعد ;
أن تتميز عما هو مألوف - وان كان جيدا - ( كتمتعك بصحه ممتازه في السبعين) قد يكون مؤلم جدا اذا ما أشعرك بالوحده ( وهو ما يحدث غالبا). كانت وحيده جدا بين أبنائها وأحفادها, كانت تكره نظره الأخرين لها علي أنها ( شيء غير طبيعي) , وكانت الرحله بالنسبه لها " ما يجب عليها فعله في هذه المرحله"
وصف الرحله الي قمة نارياما , والابن يحمل أمه عالما انه انما يحملها الي حتفها , تردده ومشاعره المتصارعه تجاه أم أحبها برغم شدتها أو حتي قسوتها في بعض الاحيان. فرحه الأم بلقاء أحباؤها المرتقب, ذكرياتها التي كانت تستعيدها طوال الطريق, والرهبه التي اعترتها عندما صارت القمه دانيه ( وبقايا الرفاق المتناثره لم تكن من الاشياء الساره بأي حال) . عودة الأبن مرارا , ورفضه تركها . اصراراها علي صرفه بكل ما استطاعت استلهامه من حزم.
باختصار كان لوصف المشاعر المتضاربه تجاه رحله الموت هذه أثرا خاصا و عميقا
*****************
كما قلت سابقا خبرتي مع الأدب الياباني ليست بالطويله ( عملان أخران الي جانب نارياما) , الا أنه يمكن القول بأن اروع ما في هذا الأدب , دقه الوصف; للمشاعر , للأماكن, وما عداهما

Thursday 18 December 2008


ملقي علي جانب الطريق , تروي دماؤه الأسفلت
جسده الممزق صار عرض مجاني لهواة التطهير
وعلي مقربة , سيارة الأسعاف , ترفض حمله لأنهم ( لا يمكنهم تحمل مثل هذه المسئوليه) , بل انهم حتي ارادوا الرحيل , فقد أبلغوا الشرطه وأخلوا مسئوليتهم وأراحوا ضمائرهم, وهو لن يضيره الانتظار علي اية حال.
بهذا المشهد الدرامي , ختم يومي
ان الحديث عن الموت , رهبته , وقسوته لأمر سهل عندما نفلسفه ونحن في أسرتنا و تحت أغطيتنا , امنين ( أو هكذا نظن ) من هذا الملاك الأسود
أما رؤيته , وبهذا القرب......
لست من الطراز العاطفي الهسيتري , ولم أتهم يوما برهافة الحس, الا أن هذا المكان صار له ثقلا معنويا , ليس محببا علي الاطلاق

أدعو الله أن يرحم هذا المسكين , وأموات المسلمين جميعا

Tuesday 2 December 2008

حلم أخرق


حلمت منذ زمن بعيد أن اجيد العزف علي البيانو , وأن امتلك واحد أعزف عليه المقطوعات التي احب لعمالقة الموسيقي الكلاسيكيه, أو أؤلف موسيقاي الخاصه , فتحمل أنغامه انات جرحي , وزغاريد فرحي .
الا انني تعلمت مع الايام ان أنسي ذلك الحلم .
هي لعبة تجيدها الحياه بحق , اذ توحي الينا أن الحكمه انما تأتي بتناسينا براءات طفولتنا.
واذا ما عاودتنا ذكري ذلك الحلم الصغير الموئود , شيعناه بابتسامة حكمه مفتعله
ورددنا كلمة الكبار التي طالما كرهناها صغارا...
أحلام عيال.