Saturday, 4 April 2009

الواقف أبدا

كثيرا ما نراهم .. هائمون في الطرقات
محلقون في عوالمهم الخاصه
غير عابئين بهذا العالم .. الذي جردهم من كل صور الادميه
العالم الذي يراهم كالسوام , لا معني لحياتهم أو موتهم

كثيرا ما نرهم.. نتجنبهم
ولا نعبأ كثيرا بالتساؤل حول حياة أي منهم
كيف يأكل , يشرب , ينام
كثيرا ما نراهم .. وأسمالهم لا تقي حر أو برد

من بين هؤلاء , كان هو
الواقف أبدا ( كما أسميته علي طريقة الهنود الحمر )
دوما يقف بجوار صورة ( الاب , القائد , الرئيس )
دوما هادئا , مبتسما , قد يهمهم ببضعة كلمات لا تلتقطها أذناي , ولا أحاول
وان كنت دوما أتسائل .. هل يقضي ليله واقفا هنا أيضا
ولم هذا الموقع بالتحديد ( أمام مديرية أمن الجيزه) ؟!!
ولم هو دائم الوقوف ؟

اليوم أضاف هو تساؤلات جديده, اذ أنه ( ولو أول مره) كان غاضبا ثائرا بشده
كان يهدر بكلمات لم أتبينها أيضا
ولضيق المساحه التي يقف بها , كان تفادي فورة غضبه من الصعوبة بمكان
واحتل تساؤل واحد ذهني لدقائق تلت ذاك المشهد
تري ما الذي أغضبه لهذا الحد , هو الذي لا يملك من الدنيا ما يغضب له ؟
ولكن ما أثار دهشتي .. أنني حين عودتي ( بعد وقت ليس بالطويل ) وجدته قد عاد لوقفته الابديه
هادئا مبتسما , بجوار صورة الاب القائد الرئيس

تري كم من الاسرار يقبع وراء ابتسامة
الواقف أبدا

2 comments:

Mustafa said...

أعجبني غوصك في ما وراء رصد الصور - و لو اكتفيت بهذا الرصد الانساني الجميل لكفاك - لكنك أيضا ألزمت القاريء بالاطلاع على ما يؤرق خاطرك من التساؤلات بانهائك للأسطر عند مواطن التفكر٬ و كأنها علامات وقف لازم تستنفر التأملَ في ما وراء الصور٬ و تفسح من التنهد ما يجعل الصورة تتبدى في المخيلة و السؤال يتلألأ في الذهن

و أعجبني أكثر عدولك -هذه المرة- عن عادة تصدير التدوينة برسمة لا نعرف لها حقوق نشر

Unknown said...

للحق , هي صوره موجعه ,تجبر المرء علي الوقوف امامها كثيرا
ولست أجد ما هو أقسي من نزع ادمية البشر ,مهما اختلفت الاساليب , فله ذات القسوه

حسنا .. أعد بان انتبه لأمر الصور مستقبلا :)