Sunday, 31 May 2009

عمو فؤاد

اذا كنت من الساعيين مبكرا لعملك فتلحق بدورته الاولي والوحيده علي خط ( السيده عائشه - أول عباس ) , او كنت من الركاب الدائمين لخط (السبع عماير) حيث يكمل يومه ( كما يفهم من كلامه ).. فأنت اذن تعرف ....عمو فؤاد
عمو فؤاد..هكذا يدعوه السائقين ومديري الموقف ( المسؤليين عن تحصيل الفرده ) بسخرية مقبوله نوعا من هذه الفئه , ويتقبلها هو بحكمة سنوات عمره التي قاربت السبعين ( لو أحسنت التقدير !) . لا تراه خارج سيارته أبدا ( وهي مختلفه عن التويوتا الشهيره ) حتي لتحسبه ينام خلف عجلة قيادتها.
عمو فؤاد ..رجل من أربعينات القرن الماضي, شهد جانب من عهد الاحتلال والملكية البائده, ثورات , تأميم , حروب , هزائم وانتصارات. يحمل كثيرا من الحكايات عن ( زمان وخير أيام زمان) يرويها طوال الطريق بصوته الجهوري الخشن , الذي يحمل بدوره اثار سنين طوال.
يتحدث دوما بلهجة العليم ببواطن الأمور , نموذج مثالي لمواطني هذه البلد فيما قبل العصر المبارك , تتخيله علي مقهي في حي شعبي( قبل ان ينفي بتلك السياره , يبدو لي ان مهنة سائق لم تكن له منذ البدايه ) يتحدث مع جار له عن " أحوال البلد" , أو عن " الريس" كما لو كان يعرفه معرفة شخصيه.
عمو فؤاد ..ينتقل بسلاسة بين الموضوعات , العامة منها والشخصية . فهو يحدثك عن وزارة ( القوي العميا) وبحنق بالغ عن تراخيص الراقصات الروسيات , ثم ينتقل بك الي أثري الموضوعات علي الاطلاق لدي أي سائق في شوارع " المحروسه" , المرور وقوانينه ورجاله, حيث تخرج نظريات المؤامره وغيرها نظريات من كل شكل ولون .
وهناك حكايات من نوع اخر , عن فلان الذي عاني من غدر زوجته بعد ان سلمها تحويشة عمره , وتحصل في النهايه علي حكمه غاليه " أوعي تسلم دقنك لواحدة ست", والكثير من القصص المشابهه كلها تنتهي بحكمة غالية
عمو فؤاد .. يحكي عن حلم الطيران الذي راوده في شبابه , وكيف ان الحلم لم يفارقه قط .فهو متابع جيد لأنواع الطائرات , المدنية والعسكرية , ومراقب لممرات اقلاع مطار القاهره ( علي الخط الذي يعمل عليه ) , يحكي لك عن الميج والفانتوم , عن طائرة الرئاسه وممر الاقلاع الخاص بها .
عمو فؤاد .. كل حكاياته مسليه , وبالرغم من الصداع الذي يصيبني به صوته العالي , الا ان مزاجي الصباحي - ويومي كله- يحملان نكهة حكايات عمو فؤاد وطيبته , تذكرهما يقحم ابتسامة طفلة سعيدة بحكايات الجدة في مفردات يوم عمل قاسية

عمو فؤاد...
شكرا أوي

4 comments:

ست المرتفعات said...

شوقتينى

حلوة قوى التدوينة دى

Unknown said...

اكيد هاعرفك عليه يوما ما :)
نورتي عليتنا المتواضعه :D

فـــر يـــــدة said...

لمياء ..ـ
مبروك التيمبليت الجديد ، المدونة فاتنى منها الكثير ..لكن بدأتها بالتدوينة السابقة و هذه لأنى لم أستطع التعليق هناك :)
افتقدت كتابتك يا فتاة
تحياتى ...ـ
و التدوينة حلوة حلوة

Unknown said...

يااااااه
وأخيرا تعود صاحبة التهويدة لتنير جنبات عليتي
:)
وحشتيني جدا يا غاليتي
سعيده بعودتك ومرورك
بس اوعي تكرري الغياب الطويل ده تاني